حجیة الظّن فی الموضوعات

بسم اللّه‏ الرحمن الرحيم

البحث عن الحجّة والدليل في استنباط الأحكام من أهمّ المباحث الأُصوليّة، وقد اعتنى الأُصوليّون اعتناءً وافياً بهذا البحث، ولولا هذا لما يقدر الفقيه على الاستنباط والاجتهاد، لكن من اللازم تقسيم مباحث الحجج إلى الحجّة في الأحكام والحجّة في الموضوعات، فظواهر الكتاب والسنّة وأيضاً الإجماع تكون من القسم الأوّل، ولكن البحث عن حجيّة البيّنة والشياع من القسم الثاني، وكيف كان لابدّ في الأُصول المعاصر، التفكيك بينهما وذكر كلّ منهما منفكّاً عن الآخر. نعم، يذكرون في تتمّة البحث عن حجيّة خبر الواحد في الأحكام أنّه هل هو حجّة في الموضوعات أم لا؟ ولكن هذا المقدار لا يكفي.

ثمّ إنّ من الأُمور التي تصلح للحجيّة في الموضوعات هو تحقّق الظنّ الشخصي أو النوعي فيها، ومع الأسف لم ينقّح هذا البحث في طي المباحث الأُصوليّة، مع أنّها له سهم كبير ودخل كثير في إثبات الموضوعات للأحكام الشرعيّة.

والرسالة التي بأيديكم هي من مؤلّفات سماحة الأُستاذ آية اللّه‏ الشيخ محمّد جواد الفاضل اللنكراني دام ظلّه العالى، وهي متكفّلة لإثبات حجّية الظنّ في الموضوعات، ويمكن انتساب هذه النظريّة إليه، وهي من إبداعاته في الأُصول.

ولهذا التحقيق تأثير واسع في الفروع الفقهيّة كما سيظهر لكم ونأمل من اللّه‏ تبارك وتعالى أن يقبله بقبول حسن وأن يستفيد منه الفضلاء والمحقّقون إن شاء اللّه‏ تعالى.

مركز فقه الأئمّة الأطهار عليهم‏السلام
10/1/1399ش